فتاة تشبهك


هل تعرفين ماذا رأيت اليوم؟
حسنا، دعيني أخبرك..

كان الجو حار كعادة أغلب أيام الصيف، لكن المروحة التي كانت تدور في السقف مسببة صوت مزعج لكني كنت احتمله من أجل ذلك الهواء الذي تنثره فيخفف من حدة الحر، كنت مستغرق في القراءة كما هو الحال دائما، لكن انقطاع الكهرباء أبي أن يتركني أكمل ذلك الفصل، توقفت المروحة بطبيعة الحال، وأصبح الجو داخل المنزل لا يحتمل.

كنت وحدي في ذلك الوقت، فكرت أن اخرج إلى الشرفة، وبالفعل فعلت لكن منظر الليل جذبني، الافق علي طول الشرفة ممتد امامي كما تعلمين، لا يوجد شئ يفصلني عن تلك الترعة أو ذلك النهر، حسنا هو فرع من نهر النيل لكن المحافظة هنا تعيره اهتماما كبيرا، فتحيطه بسور معدني اخضر اللون ويرتص عاي جانبيه مجموعة من المقاعد، تكن مزدحمة بالناس في معظم أيام الصيف.
اغراني المنظر وكنت علي وشك الإتصال بصديقي لكني فضلت الخروج وحدي.

نزلت من فوري، إجتزت "كوبري إفلاقة" وإنحرفت يمينا، سرت علي الرصيف بمحاذاة النهر و بمحاذاة الطريق المتجه إلي المكتبة الذي طالما سلكته بالنهار لكن نادرا ما اسلكه في الليل.

كان الهواء القادم من ذلك النهر أو الترعة يجعلك تشعر بأنك تقف علي ضفاف احد المحيطات أو البحار، فقد كان هواء منعشا بحق ازال كل ما بي من اثر للحر، شعرت بيه يخترق مسامي وينعشها ويبث النشاط في كافة اعضائي، تطلعت باحثا عن مقعد خالي ووجدته أخيرا فجلست.

ارجعت رأسي إلي الوراء مستندة علي ظهر المقعد وتطلعت إلي السماء.

كان القمر هلالا يتوسط السماء يبدو معتزا بنفسه ولم تقدر أي سحب أن تطغي على وجوده وتخفيه خلفها، وكان يزينه بعض النجوم التي بدث مثل ثقوبا في السماء، فبدت السماء كخيمة كبيرة سوداء تعزلنا عن النور الذي فوقها.

كم أحب أن أنظر إلى النجوم، لا أظن اني اخبرتك بذلك، حسنا دعيني أخبرك الآن، احب التطلع إلى تلك النجوم والتفكير في كونها نجوما مثل الشمس ويحيط بها كواكب مثل كواكب مجموعتنا الشمسية ومن ضمنها كوكب مثل كوكبنا عليه حياة، أن علي يقين من ذلك، ثم ابدأ بالتنذر علي صناع الافلام بهوليود لتصويرهم الكائنات الفضائية علي شكل آدمي لكن مع بعض التغييرات مثل اعين بارزة كبيرة، فم قبيح...الخ اتعجب من يقينهم ان تلك الكائنات تشبهنا تشريحيا، ربم لا يروا من الأساس ربما لم يعرفوا حاسة الشم، لا أعرف حقا لكن لا يعجبني تصويرهم في هيئة آدمية مع بعض التعديلات.

كنت مستغرق في التفكير في ذلك وافكر فإمكانية أن اظل علي قيد الحياة حتي أري تلك الكائنات لكن لا اعرف ما الذي دفعني للنظر علي يساري، نظرت فوجدت فتاة كانت تجلس وحيدة علي المقعد المجاور، كانت تشبهك، كانت عيناها معلقتان علي النهر وإنعكاس الأضواء عليه، فقد كانت الأضواء البرتقالية القادمة من أعمدة الإنارة تنعكس عليه وتعطيه بريقا يخلب الانظار.

هل كانت تشبهك حقا؟ ربما خيل لي لكني في تلك اللحظة كنت علي يقين انها انت، وقد هممت ان اذهب لأجلس بجوارها وفكرت انه يجب علي ان اخطو بخطوات مسموعة كي لا اثير فزعها، فقد كانت تبدو شاردة مثلك عندما تجلسين وحك.

لكني فجأة تذكرت انكي قد غادرتي منذ مدة، وتذكرت ان كل شئ انتهي واصبح من الواجب التعامل كالغرباء، تعجبت من نفسي كيف نسيت كل ذلك فجأة، وذهبت عائدا من حيث اتيت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كلمات تصميم بلوجرام © 2014